رد فعل السوق الأول ربما كان خاطئًا ولكن الثاني كان خاطئًا أيضًا

كان يوم أمس الخميس حافلاً ومزدحمًا بالبيانات الاقتصادية، وكان رد فعل السوق تجاه هذه البيانات متقلبًا وغير متوقع. فقد كان اهتمام السوق ينصب على بيانات التضخم في الولايات المتحدة وكان المتداولون ينتظرون قراءة هذا التقرير على أحر من الجمر. وكشف التقرير عن ارتفاع معدل التضخم الكلي إلى 7.5% في شهر يناير متجاوزًا متوسط التوقعات التي تنبأت بتسجيل 7.3% ومسجلاً أعلى معدل تضخم على امتداد 40 عامًا. كما أن نفس المؤشر، مستثنيًا منه المكونات شديدة التقلب (الغذاء والطاقة)، قد ارتفع بنسبة 6% على أساس سنوي (مقابل توقعات بتسجيل 5.9%) و0.6% على أساس شهري (مقابل توقعات بتسجيل 0.5%). وحتى تكتمل الصورة، يجب ملاحظة أن عدد طلبات الحصول على إعانة البطالة الأولية جاء أقل مما كان متوقعًا (223 ألف طلب مقابل 230 ألف طلب كان متوقعًا)، بينما جاء فائض الموازنة في يناير أعلى من متوسط التوقعات (119 مليار دولار مقابل توقعات بفائض 25 مليار دولار). 

وكان رد الفعل الفوري لارتفاع التضخم في الولايات المتحدة هو التحرك الصعودي للدولار الأمريكي. والمنطق وراء هذا الارتفاع بديهي وبسيط: فكلما زاد ارتفاع التضخم يصبح قيام البنك المركزي الأمريكي بالبدء في تشديد سياسته النقدية أسرع وأقوى. وكسر زوج يورو/دولار أمريكي مستوى الدعم الحوري عند 1.1395، ليعود إلى قاع 3 فبراير. ولكن بعد مرور أقل من نصف ساعة من هذا الارتفاع، تحول الاتجاه بشكل حاد بعد أن قررت السوق أن هذا التضخم الكبير سيؤثر سلبيًا على الدولار الأمريكي. وهكذا عاد زوج يورو/دولار أمريكي للارتفاع واخترق مستوى 1.1484 الذي كان قد تحول إلى مقاومة ويصل إلى أعلى مستوياته منذ 10 نوفمبر.

ولكن حتى رد الفعل السابق لم يكن رد الفعل الأخير. فقد جاءت تصريحات جيمس بولارد، رئيس فرع البنك المركزي الأمريكي في سانت لويس والعضو الذي يتمتع بحق التصويت في اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، لتقلب الطاولة. وقال بولارد إنه يفضل رفع سعر الفائدة بمقدار 100نقطة أساس بحلول الأول من يوليو ورفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في شهر مارس، مع عدم استبعاده لأن يعقد البنك المركزي الأمريكي اجتماعًا طارئًا لرفع سعر الفائدة. وكان عدد من المحللين بالبنوك الاستثمارية، بما فيهم بنك أوف أمريكا وجولدمان ساكس، قد قالوا إنهم يتوقعون الآن أن يتم رفع سعر الفائدة بقدار 25 نقطة أساس سبع مرات بحلول نهاية العام في حين أن التوقعات قبل يوم الخميس كانت من 3 إلى 4 مرات فقط.

وفي أعقاب ذلك، عكس زوج يورو/دولار أمريكي مساره مرة أخرى وهبط تحت مستوى 1.1395 من جديد، مستهدفًا الارتداد إلى مستوى الدعم توسط الأمد عند 1.1121.

وكشفت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين المنسق في ألمانيا لشهر يناير عن ارتفاع بنسبة 5.1% على أساس سنوي. وجاءت هذه القراءة للمؤشر متماشية مع التوقعات ولذلك فلم يكن لها تأثيرًا ملحوظًا.

البيانات الاقتصادية المقبلة (بتوقيت غرينتش +3):

اليوم:

الساعة 18:00 في الولايات المتحدة: مؤشر جامعة ميشيغان لتوقعات المستهلكين (يناير)

الساعة 19:00 في الولايات المتحدة: تقرير السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي

الساعة 21:00 في الولايات المتحدة: تقرير بيكر هيوز الأسبوعي لعدد منصات التنقيب عن النفط

الثلاثاء 15 فبراير:

الساعة 13:00 في ألمانيا: مؤشر زد.إي.دبليو للمعنويات الاقتصادية (فبراير)

الساعة 13:00 في ألمانيا: مؤشر زد.إي.دبليو للظروف الحالية (فبراير)

الساعة 13:00 في منطقة اليورو: الناتج الإجمالي المحلي (سنوي، القراءة الأولية للربع الرابع)

الساعة 13:00 في منطقة اليورو: الناتج الإجمالي المحلي (ربع سنوي، القراءة الأولية للربع الرابع)

الساعة 16:30 في الولايات المتحدة: مؤشر أسعار المنتجين (سنوي، يناير)

شارك

أحدث الاستعراضات

يوجد موقع إلكتروني أفضل لك

تم مؤخرًا إطلاق موقع إلكتروني جديد ورائع والذي يقدم خدمات تتلاءم بشكل أفضل مع موقعك الجغرافي!

تفضل بالتسجيل هنا لتحصل على المكافأة الترحيبية %30